الكويت تجدد العهد مع لقب الخليج

مضت إثني عشر عاماً على آخر تتويج له، وبعد طول انتظار جدد العملاق الكويتي العهد مع اللقب وعانق بحرارة كأس الخليج الـ20 التي اختتمت في اليمن ليلة أمس الأحد، حيث منحه الفوز على السعودية في الموقعة النهائية بهدف في الوقت الإضافي لقبه العاشر. وبهذه المناسبة يلقي موقع FIFA.com الضوء على بطولة الخليج التي أقيمت في اليمن وأبرز الأحداث التي تخللتها.

عهد جديد
في عام 1998 كانت المنامة البحرينية شاهدة على انتصار الكويت التاسع في تاريخ بطولات الخليج، وكان الجيل الكويتي مدججاً بالنجوم القادرة على المضي قدماً في حصد المزيد والمزيد، ولكن فقدان فرص التأهل لنهائيات كأس العالم كان بمثابة جرس الإنذار، حيث بدأت بعدها الكرة الكويتية بالعودة إلى الخلف.

وبعد أن عاش المنتخب الكويتي مرارة الخسائر التي دفعته بعيدا عن قمة الإنجاز وبالذات الفوز بلقب الخليج الهام، بدأت الكرة الزرقاء تتحسس الطريق الصحيح، وكان العلاج بضخ دماء جديدة لصفوف المنتخب الوطني، وبعد أن تذوق الأزرق حلاوة الوصول إلى نصف نهائي بطولة خليجي 19 في سلطنة عمان، بدأ الرهان منذ ذلك الوقت على العودة لخليجي 20 بمظهر جديد يكفل للأزرق الكويتي استعادة بريقه.

وكانت المؤشرات الأولية مبشرة للغاية، حيث نال هذا المنتخب لقب بطولة غرب آسيا في عمّان والتي شارك فيها للمرة الأولى، بعد أن أزاح المنتخب الأردني من الدور الأول ووصل قمة الأداء بإبعاد العملاق الإيراني عن موقع القمة في المباراة النهائية.

أتى الموعد في اليمن، حيث بدأ الكويتي الشاب رحلة التألق بشكل طيب للغاية، ووضع الفوز على قطر المتسلحة بنجومها حجر الأساس، قبل أن يتأهل الفريق إلى نصف النهائي بعد التعادل مع السعودية وكان الانتصار الكبير على اليمن إيذانا ببلوغ نصف النهائي.

والتقى المنتخب الكويتي ببطل آسيا منتخب العراق في نصف النهائي حيث كانت المواجهة "معركة رياضية" مثيرة تواصلت طيلة 120 دقيقة وانتهت بالتعادل 2-2 قبل أن يقف الحظ مع الكويت في ركلات الترجيح ويمنحه بطاقة التأهل للنهائي.

أما الموقعة النهائية، فشهدت تجدد المواجهة "الكلاسيكية" مع السعودية، وفيها حافظ الأزرق على آماله طيلة الدقائق التسعين، ومع بداية الأشواط الإضافية سجل وليد علي هدف الفوز الذي منح الفريق الأزرق لقبه العاشر، ومعه أعلن الكويتي عودته الرسمية لمواقع الصفوة.

إعداد آسيوي
تصادفت إقامة بطولة خليجي 20 قبل شهر على انطلاق كأس الأمم الآسيوية في الدوحة وهو ما منح عديد من المنتخبات المشاركة الفرصة للتحضير من خلال العرس الخليجي.

وعلى الرغم من حضور المنتخب السعودي بتشكيلة رديفة خالية من دعائمها الأساسية في بطولة آسيا، حيث فضل البرتغالي بيسيرو رغم أهمية اللقب أن يأتي بقوام جديد أدخل عليه عدد من نجوم الخبرة، إلا أن الأخضر كسب نصف الرهان حينما بلغ المشهد النهائي لكن عشاقه كانوا يمنون النفس بأن يضاعف بيسيرو من تواجد النجوم القادرة على العودة للتتويج باللقب الضائع منذ عام 2003، خصوصا وأن السعودي خسر رهان النهائي في البطولة الماضية أمام سلطنة عمان.

أما منتخب الإمارات، فقد شارك في البطولة بغياب عدد من لاعبيه بما فيهم لاعبي المنتخب الأولمبي الذي وصل إلى المباراة النهائية للألعاب الآسيوية بالإضافة إلى لاعبي نادي الوحدة الذي يستعد لكأس العالم للأندية FIFA التي ستنطلق يوم الأربعاء المقبل.

وأتت منتخبات العراق وقطر والبحرين أيضاً بأهداف التحضير لموقعة كأس آسيا الهامة، حيث سيدافع العراق عن لقبه الكبير، وقطر صاحبة الضيافة والتي لن ترضى أن تلعب دور المستضيف فيها، ويرى منتخب البحرين أن حظوظه في المنافسة الآسيوية متاحة بعد أن بلغ حافة التأهل المونديالي في المرتين الأخيرتين.

ولكن المنتخب العراقي الذي تسلح بقوام كامل من النجوم، فرّط بتقدمه على الكويت في نصف النهائي وأهدر ركلات الترجيح وترك فرصة الظهور في النهائي واستعادة ذكريات اللقب الأخير الذي ناله في 1988.

أما قطر والبحرين فكلاهما خرج من الدور الأول، لتدور المزيد من التساؤلات حول فعالية الأداء الدفاعي والهجومي، فلم يحققا الأهداف التي حضرا لتحقيقها.

سقوط البطل والمضيف
ولعل أكثر ما أثار التساؤلات هو الأداء الذي قدمه بطل النسخة الماضية منتخب سلطنة عمان، فقد حضر العماني بثوب البطولة، ولم يفتقد إلا لعملاق المرمى علي الحبسي المحترف في إنجلترا، ولكن مع ميزة الثبات الفني بتواجد الفرنسي كلود لوروا والذي حافظ على تشكيلته التي أحرزت اللقب الأخير، فقد كان من الغرابة أن يخلي الفريق موقعه من الدور الأول، بعد ثلاثة تعادلات أجبرته على الوداع المبكر.

في المقابل، كانت اليمن تمني النفس بأن يؤدي منتخبها دوراً متقدماً ويجد لنفسه مكانا بين كبار الخليج، خصوصاً وأنه تلمس الطريق بعد أن انضم للمشاركين في آخر بطولتين، ولكن فترة الإعداد الطويلة التي خاضها الفريق وتسلحه بالأرض والجمهور لم يكفي لتحقيق المطلوب، حيث تلقي اليمني ثلاثة هزائم أجبرته على وداع البطولة من دورها الأول.

سيطرة كويتية
ولم يكتف الأزرق الكويتي بنيل لقب البطولة، بل سيطر نجومه على الألقاب الفردية، حيث نال نجمه بدر المطوع لقب هداف البطولة برصيد 3 أهداف فيما حظي الحارس وقائد الفريق نواف الخالدي بلقب أفضل حارس مرمى، فيما لم يدع الجناح السريع فهد العنزي مجالا لأي منافسة على لقب أفضل لاعب بعد أن قدم أداء رفيعا جعله محط أنظار الأندية الأوروبية.